منتدى طلاب جامعة ورقلة
نحن قرود حرة... Gif

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بك اخي الزائر في منتديات
جامعة قاصدي مرباح
-ورقلة-
منتدى طلاب جامعة ورقلة
نحن قرود حرة... Gif

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بك اخي الزائر في منتديات
جامعة قاصدي مرباح
-ورقلة-
منتدى طلاب جامعة ورقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بكم في منتداكم منتدى طلاب جامعة ورقلة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نحن قرود حرة...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hibatallah
نجم في المنتدى
نجم في المنتدى



عدد المساهمات : 355
تاريخ التسجيل : 13/10/2012

نحن قرود حرة... Empty
مُساهمةموضوع: نحن قرود حرة...   نحن قرود حرة... Icon_minitimeالسبت مايو 13, 2017 9:49 am

السلام عليكم

وللقصة عمقها الفلسفي  والسياسي والعلمي ....وبعدها الإنساني ككل
ـــــــــــــــــــــ
 نحن قرود حرة...

      خرج سعيد مع أصدقاءه من غابة الأدغال الإستوائية الأفريقية ، التي كانت إحدى المحطات الإستكشافية والعلمية التي قادتهم لهكذا أماكن للعلم وللفضول، حيث أن سعيد مختص في البحوث البيولوجية للجنس الحيواني الأليفة منها والمتوحشة في معهد التجارب ببلده.
      وقد كانت الرحلة هذه المرة منحصرة في جنس أنواع القرود بأنواعها المختلفة ، كالشمبنزي والقوريلا الإستوائية...تمت الرحلة بعد تصوير فيلم لعديد منها، في معيشتها وطريقة أكلهم، وكيفية التزواج ، وشكل الدفاع من الغريم...وكانت بعض الأمصال الدموية لبعض منها في قارورات طبية، ومن حب سعيد لهكذا صنف أخذ معه قرد صغير ماتت أمه وتركته وحيدا، وقد إلتصق بسعيد طيلة الرحلة التجريبية.
      إستقل سعيد وأصدقاءه الطائرة أين عاد لوطنه لإستكمال باقي البحث في مخبر المعهد الوطني للتجارب العلمية،وفي كتفه معلقا القرد الصغير وقد أطلق عليه إسم "غوري" نسبة لأمه الغوريلا...
     حط سعيد في أرض المطار بعد ساعات من التحليق في سماء إفريقيا، وعيون " غوري الصغيرة لم تبارح نافذة الطائرة ، أين ظهرت غابات كثيفة بلون أسود تتوسطها وديان تظهر كالشريان وهو يخرق القلب، نعم غوري الصغير لصق يده في زجاج الطائرة وهو يودع موطنه وفريق جنسه من القرود ، ونسيم ندى رائحة الأشجار ونبات السرخس ، وقصب الصندل عبقت الأجواء ما فتئت أن تتلاشى رويدا... رويدا...
     وصل سعيد لبيته منهكا فقد وجد صديقه ينتظره في المطار...دخل لغرفته وهو يحمل غوري الصغير، وباقي عائلته في دهشة من هذا الكائن الصغير...مرت ساعات من النوم والراحة بين سعيد وغوري الذي كان نائما في مفرش صغير قرب سرير سعيد، بعد أن أعدت له أم سعيد زجاجة حليب، فقد رأفت به كصبي صغير فقد صدر أمه...
     وعند المساء خرج سعيد لغرفة صغيرة تعتبر مركز أبحاثه الخاصة في جانب بيتهم ، أين يقضي جلّ وقته فيها، وكانت تحمل بعض أنواع من الطيور النادرة ،وبعض القوارض ناهيك عن الزواحف وغيرها، بالإضافة إلى معدات البحث من أدوية وأجهزة مخبرية...
    دخل وفي يده غوري، أين كان واقفا على كتفه كالمعتاد ويبدو أنه بدأ يألف لغة التواصل مع سعيد ، فكان سعيد يربطه مرة في حالة إنشغاله بالبحث، ومرة يتركه حرا فقد زاد في الحركة والقفز والنط في السقف والأعمدة...
     كبر غوري قليلا على نمطية حياة الإنسان يجلس على طاولة الأكل  ويأكل بالشوكة والسكين، يتحمم بالصابون، وبل ويقضي حاجته كبني البشر في دورة المياه، فسعيد وعائلته جعلته أحد أفرادها، فذكاءه الظاهر جعله محبوبا عند الجميع...
     مرت السنوات في علاقة حميمية بين سعيد وغوري، أين بدأت عليه علامات البلوغ في كبر حجمه وتغير في سلوكاته المعتادة ، أين كانت تظهر عليه بعض الخشونة والتوحش في كثير من الأحيان، زيادة عن لهفته في الأكل وشراهته المفزعة، مما جعل عائلته تتجنبه في كثير من الأحيان ، وخاصة في عنفه و تمرده وكسره لبعض أواني المنزل، وحتى في قضاء حاجته في أركان البيت...ناهيك على حركته الدائمة والمزعجة مع صراخه المفزع في كل الأوقات خاصة في الليل حيث أزعج الجيران وبدأ خوف الأطفال من منظره  الضخم وأسنانه الحادة...
     ضجر سعيد من شكاوي الناس عن قرده غوري، وحتى هو لم يسلم من بعض ردود أفعاله المفاجئة فكم من مرة حاول ضربه ، او رمي أي مايقابله في بعض النوبات الهستيرية التي تنتابه في كل مرة، يرفض فيها سعيد تلبية طلباته، آخرها كانت كسر التلفاز عندما كان يشاهد سعيد أحد الأشرطة الوثائقية عن حياة الأدغال، فقد إنفعل غوري وبدأ يصرخ وينط في كل أطراف الغرفة، أما سعيد فلم يفلح في تهدئة روعه بل دفعه بضربة قوية على كتفه وكسر التلفاز، ولولا تدخل عائلته لفعل الأكثر من ذلك مما إظطر سعيد لحبسة في سجن حديدي في مركز بحثه، وحقنة التخذير لا تبارح جسم غوري في كل إنفعال...
     فكّر سعيد مليا في مشكلة غوري ، وتصرفاته المزعجة لهذا أخذ قرارا أن يسلمه لأحد حديقة الحيوانات في مدينته ، ويحل مشكلة عنفه خاصة أنه بدأ يهاجم الدواجن والطيور التي عند الجيران، لكن قلب سعيد يخفق من فرقة غوري فقد إعتاد عليه كأحد أعز صديق...
      في الصباح إستيقظ سعيد باكرا بعد أن  إتصل بأحد دور التسلية في أن يسلمهم غوري، خاصة أن لديه رحلة علمية أخرى لنفس الغابة لموطن غوري الإستوائية ... حمل غوري في عربة داخل قفص حديدي متجها للحديقة وصوت غوري لم ينقطع طيلة الطريق أرهب كل من مر بهم وهو يضرب بيديه القفص كأنه يريد الهروب باحثا عن حريته المغتصبة...
     وصل سعيد للحديقة ومع غوري في القفص بعيونه الحمراء الغاضبة وحركاته التي لم تتوقف منذ أيام...نظر غوري للحيوانات السجينة في أقفاصها ،وخاصة لما رأى قرود مثله، فأرسل صوتا هز أرضية الحديقة تلتها أصوات الحيوانات الأخرى شبيهة بصرخة الموت في رمية سهم غادر...ونظر لسعيد نظرة قاتل معبرا عن نقمة كبيرة بداخله من فعل سعيد موصلا أياه أنه فهم الرسالة ، وأن صديقه سعيد قد غدر به  وتخلى عنه وخاصة لما رآه يسلم مفتاح القفص لصاحب الحديقة، وسعيد يستلم مبلغا محترما منه...
     نظر سعيد في عيون غوري الحادة، ثم تقرب من القفص مودعا إياه ، لكن غوري قفز وفكه مفتوح بأسنانه الحادة ، هدأ من روعه بكلمات إعتادها غوري من صديقه الحميم، ثم مد يده لداخل القفص كي يلامس يد غوري، فجأة هجم عليه وجذبه على أسوار القفص الحديدية بقوة وأخرج يده من القفص منهالا على سعيد بضربات قاتلة على رأسه ، ويد سعيد بين فكي غوري والدماء تنهمر كالسيل وسعيد يصرخ بأعلى صوته ...أيها القرد المتوحش سأقتلك... سأقتلك ...ولم يفكه من مخالبه إلا حراس الحديقة الذين تدخلوا بسرعة وفي اللحظة المناسبة...
     أخرج سعيد من الحديقة في حالة غيبوبة فاقدا للوعي من أثر ضربات غوري المميتة، والدماء تتصبب من يده  وغرس الأنياب باديا للعيان ، ووجه مشوه من مخالبه،أين أدخل للمستشفى الإستعجالية للمدينة، أما غوري فزاد عنفا في سجن الحديقة حيث وضعوه في قفص مع أقرانه من القردة، فكانت هجماتهم موجعة لقرد مدلل ألف حياة الحرية ونمطية سلوك الإنسان...
      في الأيام الأولى من حياة غوري الجديدة كانت كئيبة جدا ، فالقردة لم تألف قردا بدون رائحة جلد متعفنة، ولم تهضم كسله ونومه الدائم، فكانت القردة المتوحشة تنفر منه ومن سلوكه الشاذ كحيوان إستوائي متحوش، صبر غوري  وتألم من ضرباتهم الموجعة المتكررة فكان الخوف الذي ينتابه وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه وحتى حركات القفز والخفة لم يكن يتقنها كقرد بالغ...لكن غوري عرف أنه من جنس مخالف عن بني الإنسان ، وعليه أن يألف حياته الجديدة مع أقرانه من صنف الحيوانات المتوحشة، وأن قانون البقاء للأقوى هو من يحدد بقاءه داخل السجن الحديدي ومصيره...
       مرت أسابيع على سعيد في المستشفى أين تماثل للشفاء وخرج من صدمته مما حدث له من صديقه غوري، عرف خلالها أن الغريزة والوراثة تعلو فوق أي تدريب أو توفيق بين جنسين مختلفين في التكوين والبنية ، وأن العالم البيولوجي الوراثي له سلطته في سلوكات الأجناس، خرج من درس لم ينساه أبدا...
      تغير غوري كثيرا في طباعه السلوكية بل فقد أصبح قردا شرسا أكتر من باقي القردة، فالضعيف حين يتألم ويقهر في العمق سيثور من العمق أيضا،ويكون اكثر قوة وشراسة فالعبودية التي تعود عليها مع جنس البشر لم تزده إلا ضعفا فوق ضعف، وأفقدته طبيعته المتوحشة على أنه حيوان شرس في البراري والأدغال يعيش على القوة لا على الخنوع...
      وفي أحد الأيام إشتاق سعيد لغوري الذي ألفه وراق قلبه لحنين سنوات خلت معه رغم الضرر الذي لحقه من تشوهات في يده  ووجهه وكتفيه، إلا أن شوقه لرؤية غوري والإطمئنان عليه قبل أن يسافر للأدغال في رحلته العلمية...
     دخل سعيد إلى حديقة التسلية وعينيه شاردة في الأقفاص باحثا عن غوري الصديق فأشار إليه الحارس أن جهة القردة في الجهة المقابلة ، وقف سعيد باهتا في وسط مجموعة من القردة الشرسة ، كلهم في تشابه تام لايفرق قرد عن الآخر وغوري لايظهر من بينهم سوى أصواتهم العالية وقفزهم  بين قضبان القفص...وقف سعيد مليا أمام القفص كي يعرف معالم غوري التائهة او ملامحه...
      نظر سعيد وكله شوق أن يعرف أين هو غوري ؟ وهو في ذاك الشرود في مشهد القرود المتمردة حتى رأى أحدهم متوقفا في أعلى القفص فاتحا فكيه وعينيه الحمراوتين تكاد تشعل شررا من النار، وهو يصرخ ويضرب القفص ضربا عنيفا، وهو شاخص البصر نحو سعيد
     عندها صرخ سعيد في وجه القرود ..غوري ...غوري...غوري...عندها نزل القرد المعلق وإقترب من سعيد وهو يضرب القفص ...غوري ...غوري...سأعيدك معي لموطنك ...ستعود معي ياصديقي غوري... غوري أتسمعني...سعيد مشتاق لك ...غوري ...أعلم أنك غاضب مني...لقد كبرت غوري...غوري أتسمعني؟؟...
     هنا قفز غوري من الأعلى متوقفا أمام سعيد وأطلق صرخة هزت أركان الحديقة صمتت كل ضجيج القردة ،وأنتفضت كل الحيوانات المسجونة...توقف غوري أمام سعيد وعينيه محدقتين في وجه سعيد ، وأنفه يشمشم في جسم سعيد...وصاح سعيد...غوري... ستعود لك حريتك هذا الأسبوع ستعود لموطنك لغابة الأدغال ... لرائحة أمك ...لأقرانك ...ياغوري..
     صرخ غوري صرخة الحياة  أذابت قضبان السجن الحديدية...ومد يده الكبيرة وأمسك بيد سعيد يشمها ..ثم صرخ مبتهجا في وجه سعيد الصديق...معلنا في طبول صوته أنه قرد متوحش وولد قرد حر ...ولن يكون إلا من جنس القرود المتوحشة...
 
 والله يوفق الجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نحن قرود حرة...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب جامعة ورقلة :: منتديات الأدب العربي و اللغات و الفنون :: منتدى قسم الادب العربي-
انتقل الى: