منتدى طلاب جامعة ورقلة
ناتاليا الكانتابريا  Gif

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بك اخي الزائر في منتديات
جامعة قاصدي مرباح
-ورقلة-
منتدى طلاب جامعة ورقلة
ناتاليا الكانتابريا  Gif

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بك اخي الزائر في منتديات
جامعة قاصدي مرباح
-ورقلة-
منتدى طلاب جامعة ورقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بكم في منتداكم منتدى طلاب جامعة ورقلة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ناتاليا الكانتابريا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hibatallah
نجم في المنتدى
نجم في المنتدى



عدد المساهمات : 355
تاريخ التسجيل : 13/10/2012

ناتاليا الكانتابريا  Empty
مُساهمةموضوع: ناتاليا الكانتابريا    ناتاليا الكانتابريا  Icon_minitimeالثلاثاء مارس 14, 2017 10:51 am

السلام هليكم



قصة من الواقع الاروبي المتحضر، عندما يصف الآخرين بالتخلف وبعبودية المراة خاصة المسلمة، هو نداء نقلته من احد الصحف الفرنسية ، لفتاة فقيرة تريد العيش الكريم وتعيل عائلتها الاسبانية الفقيرة.
راودتني الفكرة وان اقرأ نداءها وصرختها تناشد المجتمع الإنساني للمساعدة
أن أصوغها في قصة متكاملة البنية من مخيلة ابعد من بضع سطور لهذا النداء
 بمناسبة عيد المرأة وفي رقعة جغرافية تدعي الثقافة والإنفتاح....
قراءة طيبة للجميع
 
 
ناتاليا الكانتابريا
...وصلت ناتاليا إلى  مدينة بورديوكس غرب الأراضي الفرنسية ، بعدما عبرت الحدود الإسبانية الشمالية فارة من جحيم اسرتها الفقيرة بمقاطعة كانتابريا ، أين تركت مسكن الفقر والفاقة، أم قست امومتها على أولادها الخمس ، وزوج أب عاطل وسكير انتهازي بلئم الذئاب، عملت الأم باتريسيا في مخبزة بقدر ضئيل من بضع بيزيتا العملة الرسمية لإسبانيا آنذاك، وكانت ناتاليا البنت الكبرى صاحبة العشرين ربيعا، لم تكمل تعليمها ، سلطة الأم القاسية جعلتها تترك المدرسة لتقبع في البيت وتحرس اخوتها الأربع ، وتقوم بأشغال البيت المنهكة، كبرت ناتاليا على صريخ أمها ونباح زوج الأب المقرف في عراكه الدائم مع جدران الفقر...
وصلت ناتاليا للاراضي الفرنسية بحثا عن عالم آخر ، سمعت حكاياته ممن فروا بأرواحهم من هذا البؤس الذي انهك الجسد، ففي كل مرة تنطفأ شمعة من شباب وبنات الحي القصديري، إختفوا لعدة شهور ليعودوا بغنائم تسيل اللعاب من الأفواه الجافة ... جارتها هاجرت كالطير الجريح ، وعاودت المجيء للديار،وهي أميرة كملوك اسبانيا ، ابهى الملابس ، وروائح بأجمل العطور ، وحقيبة بها ما يكفي لعائلتها، فقد كن يعملن كنادلات في الملاهي الليلية ، وأخريات احسن حظا ممن تعمل كمربية اطفال في عائلة كريمة ، والبعض الآخر في الحقول والمطاعم...
طرحت ناتاليا الأمر على امها باتريسيا ، فلم تعارض بل شجعتها على الرحيل فهي لم تعد قادرة على تحمل حرارة الفرن الذي يلفح الوجوه الشاحبة، فكل ماتريده باتريسيا من هيكل ناتاليا هو أن تمطر سماء البيت نقودا ...ونقودا فقط، تسد رمق اخوتها وتسمم بطن زوجها العفن...وقد تطرده من بيتها فما الجدوى من سكير يأكل ويشرب كالعجول الإسبانية ليثور في حلبة البيت ، او يختفي وراء طاولة القمار...او يفرغ حيوانيته عند إحدى العاهرات بالملاهي ...
 خرجت ناتاليا من كانتابريا باسبانيا كلصوص الليل المظلم ، اين استقلت شاحنة لبعض التجار ،حيث يتم بيع بعض المزروعات الفلاحية ،و احيانا تكون  لحوم الخنازير ضمن هذه الصفقة ...وهي لا تحمل الا ما تيسر من ورق اليورو ، التي كانت تجمعها وراء امها من حرفة تطريز المناديل للعائلات المكتنزة ،وغسيل الصوف في ضاحيتها...
إستقلت ناتاليا شاحنة مزارع تاجر وهو يحمل بعض الخنازير لمدينة بورديوكس الفرنسية ، طريق مفتوح الحدود بين الدولتين دون جواز سفر، وفق اتفاقيات الإتحاد الأوربي.
...وصلت الشاحنة لمدخل المدينة ، ونزلت ناتاليا عند بوابة احد المطاعم الشعبية الفرنسية، فقدت كانت تجيد اللغة الفرنسية ، تعلمتها من مرعى طفولتها بمدرسة مدينتهم قبل أن تجر منها وتقبع في حراسة البيت...أخذت كرسي وطلبت من عامل المطعم زاد رخيس الثمن من سمك وقطعة خبز يسد جوع ليلة كاملة طريق بينما هي تأكل كانت تفكر في الخطوة الثانية التي تحدّد مصيرها في عالمها الجديد...
نظرت من حولها وهي تائهة العينين ، ثم اشتعلت فكرة في رأسها زارتها في تلك اللحظة وهمست في نفسها : نعم سأطلب من صاحب المطعم ، ان أعمل كمنظفة أواني الزبائن المتسخة ، وأزيل نجس أقدامهم من أرضية المحل...
قفزت ناتاليا من مقعدها وإتجهت صوب مكتب صاحب المحل ، كان رجلا كهلا وهوغارق في حسابات الوجبات ومدخول المطعم لآخر النهار، دنت منه ثم قالت في صوت خافت يغلب عليه اللهجة الإسبانية : أهلا سينيور أنا ناتاليا أبحث عن عمل عندكم في المحل؟
وأكملت : أغسل وأنظف الأواني وأرضية المطعم سينيور، أو أعين الطباخ في إعداد الأكل داخل المطبخ ، سينيور أرجو أن تقبل طلبي أرجوك...
رفع الكهل عينيه من وراء نظارته ،وأغلق سجل الحسابات، ثم فرك يديه ، وهز رأسه ، وقال: انستي هل أنتي إسبانية ؟ قالت: نعم سينيور جئت لأبحث عن عمل أعيل به عائلتي الفقيرة سينيور...سكت برهة وأرقص رأسه : حسنا سيكون لك عمل في المطعم، لكنه عمل في الليل كنادلة للزبائن، لأيام فقط قبل عودة النادل لأنه أخذ إجازة مرضية...إبتسمت ناتاليا مبتهجة وقالت: اشكرك سينيور، سأكون عند حسن ظنك سينيور... ثم سكتت وقالت: لكن سينيور، لكن ليس لي مبيت؟
هنا ضحك الكهل وقال : بنيتي ستنامين في الغرفة الخلفية وراء المطعم فهي للنادل أثناء الدوام ...ضحكت ناتاليا وقفزت فرحا وشكرت الرجل.
... فتحت ناتاليا الغرفة بعد ان اخذت المفتاح من الكهل، غرفة رطبة بها سرير   مهتر، وطاولة أكل عليها بقايا فتات الخبز، وخزانة مخلخلة الأبواب ، نظرت حول الغرفة،  مشققة والعتتة أخذت نصيبا من الجدران، بها بعض قارورات النبيذ مرمية في كل الأنحاء، جلست على السرير المتسخ، لكن ليس أفضل من بيتها، لكن النوم غالبها من شدة تعب السفر، لتستعد للعمل ليلا...
...دقت الساعة الثامنة لتدخل ناتاليا المطعم وتبادر عملها كنادلة فيه، حيث كان  صاحب العمل في إنتظارها ، سلمها ملابس العمل وبدأت في تقديم طلبات الزبائن
حتى الفجر،وبينما هي متجهة لغرفتها في جنح الليل ،إذ إعترض طريقها ثلاث كلاب بشرية مختمرين ،كانوا في الحانة عندما سقتهم زجاجات النبيذ.
إذا هو أول موقف تتعرض له في العالم الوردي الذي لا تعرفه، ضريبة العمل ، وضريبة أنوثتها التي أسالت لعاب الشباب، تحركت الشهوة البهيمية على النادلة الغجرية ، ولكنتها الإسبانية الجميلة  وسمرة بشرتها وعيونها العسلية وقوامها النحيل حركت غريزتهم.. صرخت ناتاليا من أنياب الوحوش ، لم يسمعها أحد فالكل غادر المكان....
حاصرها المختمرين الثلاث دفعت أحدهم أرضا، وفرت للغابة كي تحميها، لكنهم لحقوا بها وأبوا أن يتركوها دون إفتراس...قفز أحدهم عليها ورماها أرضا ، كانت عيناه كالذئب ذو الأعين الخضراء ورائحة الخمر تنبعث من فمه، لحق به الإثنين وأحاطوا بها... وهي تصرخ بأعلى صوتها ،لكن لايرد الصدى إلا نباح الكلاب وعويل الذئاب...
...تقرّب إليها أضخمهم جثة مبتسما، كانوا في عمرها تقريبا،وأمسك بشريط وأغلق فمها بعد أن أخذ قبلة من شفتيها إمتص حمرتها وشقاءها ، أما الثاني فبدأ يجردها من ملابسها في سخرية فرنسية :ما أجمل جلد هذا الأرنب الخائف ، أما الثالث فقد تهيأ لمضاجعتها بعد أن سل حزام رجولته وتعرى من إنسانيته، أما ناتاليا صارعت بكل قواها المنهكة، بشراسة عسقلة مفترسة، وخارت في الأخير وإتنتفضت كما ينتفض الطير بعد ذبحه ودموعها هي وسيلتها في الصراخ...
...أكمل الثعالب مهمتهم الواحد تلوى الآخر وهي مقيدة الحرية ، وسط قارورات القاذورات ، وهستيريا غناء الحمقى...فج الفجر والمسكينة مكبلة اليدين وحيدة وسط الغابة ، فقد أغمي عليها من وحشية الغاصبين، فتحت عينيها على نسمات هواء الفجر، ارقصت جسمها العاري قشعريرة رهيبة ، أيقظتها من نوم عميق كانت تظنه موت محتّم، فتحت عينيها على صوت العصافير، وصياح الديوك القريبة ...حاولت ناتاليا النهوض لكن كان جسمها مخدشا بمخالب الثعالب الضالة
لم ترى الا منظر الدماء الملطخة لكل جسمها ، لكمات ،إزرقاق رسم صور الأحلام الوردية على جسدها ، نزيف حاد أصابها ، نزف القلب قبل الجسم...
وهي في هذا المنظر إذ بصاحب المحل يصل إليها، وهو يصرخ : ناتاليا أيتها الإسبانية أين أنتي؟؟...وجدها ، نعم وجدها ، حمام ضعيف دون ريش مخضب بالوحل والدماء...اقترب منها ورمى سترته عليها ، وقد فاضت عينه من هول ما رأى...
فتحت ناتاليا عينيها في بيت صاحب المحل بعد ساعات من الحادثة ، وقد كانت زوجته بجوارها، وصرخت ناتاليا متؤلمة : سينيور..سينيوريتا ...شكرا لكما..
فرد الكهل: بنيتي الصغيرة إنسي ماحصل الآن ، فأنتي في غابة الذئاب، لقد وجدت مفتاح الغرفة مرميا في الأرض ،وحقيبة يدك ،فعلمت أن أحدهم إعترض طريقك...وأكمل الحديث: انتي مازلتي جديدة هنا في فرنسا، فالعمل له ضريبته عند الغرباء...أجل بنيتي هذا مؤسف حقا...
...مرت الأيام وناتاليا تحاول نسيان ماحصل لها، فقد قدمت شكوى لمركز الأمن لمدينة بورديوكس ، وفتح تحقيق في قضيتها، اما صاحب الملهى فخيرها بين البقاء في العمل كنادلة او تنصرف لحالها...فقررت البقاء فيه ريثما تجد مكان آخر آمن وأكثر آدمية...
لكن جرحها لم يلتئم بعد ،وصورة الإغتصاب الوحشي لم يبارح مخيلتها .. .لكنها إكتسبت نوع من الحرية ،حرية تحقيق أحلامها ،فالنجاح لابد له من ضريبة تدفع ثمنه، وعائلتها بكانتابريا تنتظر زخات المطر الذهبية.
والله يوفق الجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ناتاليا الكانتابريا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب جامعة ورقلة :: منتديات الأدب العربي و اللغات و الفنون :: منتدى قسم الادب العربي-
انتقل الى: