منتدى طلاب جامعة ورقلة
عطر الليلة الأخيرة Gif

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بك اخي الزائر في منتديات
جامعة قاصدي مرباح
-ورقلة-
منتدى طلاب جامعة ورقلة
عطر الليلة الأخيرة Gif

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بك اخي الزائر في منتديات
جامعة قاصدي مرباح
-ورقلة-
منتدى طلاب جامعة ورقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بكم في منتداكم منتدى طلاب جامعة ورقلة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عطر الليلة الأخيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hibatallah
نجم في المنتدى
نجم في المنتدى



عدد المساهمات : 355
تاريخ التسجيل : 13/10/2012

عطر الليلة الأخيرة Empty
مُساهمةموضوع: عطر الليلة الأخيرة   عطر الليلة الأخيرة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 19, 2016 6:21 pm

السلام عليكم

الكتابة لالاتوقف مادام هناك واقع متحرك ،أو هناك كتابات تتحدث عن ققص تحاكي هذا الواقع

الحياة مستمرة بإستمرار حياة الإنسان الاسرية والمهنية والفكرية ليخلق مجتمعا صلبا أساسة الأسرة.

من قصص غارسيا ماركيز الشيقة والهادفة... إخترت تناص لأحد قصصه من أعماله الكاملة

بروح واقعيتي وثقافتي وكل أدبيات قلمي المتواضع...

الشكر موصول لمن ساهم في توجيه هذا القلم من نقد وطرق المحاكاة...وحنكة القصة ...وكل مايتعلق بأبجديات القصة القصيرة

اذن هو توجيه صارم لهذا القلم ..والقراءة والإطلاع على الكتابات العالمية له الفضل الأكبر في رقي الكتابة من واقع متغير بتمازج عدة ثقافات

قصة جديدة بروح متجددة...قراءة طيبة



عطر الليلة الأخيرة


فتحت سمية عينيها لتجد نفسها في غرفة المستشفى، وهي مكبلة بأجهزة تنذر أنها
كانت في حالة غيبوبة طويلة ،وألم شديد أسفل بطنها... سحبت يدها اليسرى لتتحسس شيء ما علق بذاكرتها..لتجد يد أخرى تمسكها بقوة تشم عطر ليلتها الأخيرة ، نعم يد شاب في مقتبل العمر وهو في غفوة قصيرة ، مغمض العينين...حرّكت سمية أصابعها فإستيقظ زوجها عثمان فجأة وصرخ : سمية حبيبتي لقد عدت للحياة ثانية...والدمع كالمطر المنهمر من نزف قمم الجبال الجليدية على خده...لقد عدت لي ثانية يااالله حمدا لك..يالله ...حبيبتي هل تسمعينني الآن...سمية أنا عثمان ...سمية انا زوجك...؟
نظرت سمية مذهولة لهذا الشخص المجهول عنها، ثم إلى الغرفة وماحولها، وعثمان لايتوقف عن هز يديها : سمية أتسمعينني؟ هنا دخل الطبيب بسرعة
بعد أن سمع صراخ سمية اليائس المتقطع الأوصال: من.. ؟أنت..؟ اين... انا..؟ أريد أمي ..أمي ، ابتعد عني أيها الرجل ..لاتلمس يدي ..ابتعد...وسحبت يدها بضعف، ثم بقوة طفل عنيد، حين السحب سقط خاتم زفافها في يد عثمان..حاول أن يرده لأصبعها، لكنها اغمضت يدها المكبلة بأنابيب الحياة... هنا تدخل الطبيب وهو ينظر لجهاز الضغط الموصول بقلبها ، وجهاز آخر موصل بيدها  المزرقة من أثر كدمات ظاهرة، وهو يقول لعثمان: أرجوك أخرج من هنا وأتركني مع الممرضة في الغرفة، أرجوك أخرج الآن...تفضل...
خرج عثمان منهارا من الغرفة ،وتوقف أمام الزجاج وهو يرى مشهد يهز بدنه ويقتلع فؤاده والخاتم في يده ، وينظر للحالة الهستيرية التي وصلت إليها سمية،وعينيه لاتتوقفان من ذرف الدموع، لا يعرف ماحلّ بزوجته ، ثم خرجت الممرضة فأوقفها ليتبين عن حالة سمية فردت عليه بعد سؤاله الملعثم بكلامات مبعثرة ، متناثرة كما ينتشر القطيع في روابي الحقول.
ماحلّ بزوجتي ؟ مابها؟ هنا ردّت عليه بسرعة: زوجتك أصابها إنهيار عصبي، وقد قمنا  بعملية قيصرية نزعنا الجنين ...وهي تسرع وتشير إليه ،هاهو الطبيب
خذ منه باقي الكلام فلي عمل في الغرفة الأخرى..
هب عثمان مسرعا مرتعشا:دكتور ..دكتور ...ماأصاب زوجتي أرجوك.. توقف الطبيب هنيهة وسكت قليلا وقال: اخي عثمان نحن نأسف لما سأخبرك لقد إستئصلنا رحم زوجتك مع الجنين..لقد دخلت لمرحلة الخطر وكان علينا أن ننقد حياتها من الموت...فقد كان سقوطها من السلم كما قلت كان وقعه كبير عليها لأنها نزفت كثيرا من الدماء، وتأخر حالتها سبب لها ردود عكسية على الجنين فنحن نأسف لحالتها الأخ عثمان...والآن هي في حالة هذيان بعد عملية التخذير ستكون بخير مع مرّ الأيام، فقط كونوا بجانبها خاصة أنت فدورك كبير للشفاء..ثم أكمل تستطيع الدخول فهي تحت المنوم الآن وقبل أن ينصرف أوقفه عثمان ومسك بيد الدكتور وهو مستجمعا كل قواه المنهارة : دكتور أرجوك أن تبقي هذه الحقيقة سرا بيننا ولا تخبر أحد عن ماحصل لزوجتي ...سكت قليلا وهمس في صمت ..عليا أن أتحمل خطيئتي وحدي ...لكن الطبيب لم يأبه إليه ،ورفع رأسه بالموافقة وانصرف...
مشى عثمان بخطى ثقيلة تكاد رجلاه تشلان عن الحركة، في مشهد عجوز هرم يحاول مصارعة الرياح، بحر هائج إحتل جزر أمن سكينته فجأة،وهو البحار لاتهزه أمواج أو رياح.. فتح باب الغرفة بيد منهكة من حلبة الإنكسار.
دنى من فرش عروسه فلم يمضي على زواجه إلا ثلاث أشهر فقط من عطلة الربيع، تقرّب أكثر من سرير سمية ، وقبل جبهتها بحنان الإبن الودود لأمه وسجد على ركبتيه على الأرض منهارا...
ونظر إليها في سباتها العميق كالحسناء النائمة ، مازالت أثار الزينة بادية على وجهها ،وأثر حمرة الشفاه على شفتيها التي تحولت إلى ألم باغتها لحظة نقاش حاد بينهما عليها جفاف حاد شقق تربتها،  ورائحة العطر مازالت تصارع روائح مواد التخذير في غرفة الإنعاش، ثم وجه نظره لجهاز دقات القلب يترقب دقاته ، كانت دقات ترنم له شوقا قبل ليلة فقط...
تحركت سمية فجأة وهي تتمتم : لاتقل هذا...ثم صمتت ثانية، هنا هز عثمان رأسه إليها وهو يعلم أنها تسمعه وقال: نعم قلت ما لايجب أن يقال لملاك مثلك...أجل تفوهت بحمقات لحظة جنون...جنون الغيرة حين شممت رائحة هذا العطر...حينها تحركت سمية وعضت على شفتيها الجافتين ..ودموع تنساب بسواد الكحل الذي وضعته تلك الليلة...وسحبت يدها من بين يدي عثمان، رسالة موحية لأمر فضيع يهزها ولا تستطيع الحركة من اثر المنوم.. أكمل عثمان الكلام وهو يمسك بغطائها بقوة، أجل كنت كالملكة في تلك الليلة كأول خرجة لنا بعد ثلاث أشهر من الزواج، لبستي أحسن ثوب لك ..وحذاءك المذهب زادك بهاءا...شعرك المسدلول أغمض عيني وفتح نار غيرتي...كنت كالغزالة في ربيع مزهر...أراقب حركاتك وأنتي تختارين أحسن ما تلبسين لحضور حفلة أعدها صديقي لنا، نعم ذلك الصديق الحميم .. بل اللئيم ..أعرف دقات قلبه ترفرف شوقا لرأيتك...هنا هزت سمية رأسها بشدة وعيناها مغمضتان...فعلا كان ذئبا أعرفه من قبل،زوجته المسكينة دائمة الشكوى من تصرفاته الصبيانية مع الفتيات.. كنت سأرفض الدعوة لكن أنتي ...نعم أنتي من أقنعتني بالذهاب...ثم سكت قليلا وحط رأسه على السرير...
تنهدت سمية وزادت حركات الجهاز هبوطا وصعودا ،وزادت أنفاسها سرعة كأنها تريد الصراخ بقوة في داخلها...وأكمل عثمان الحديث: أعرف أنكي تسمعين ماأقول: كنت غبيا وأحمقا ، أجل جاءني وسواس من عمق سحيق في داخلي وغيرة هزت عواصف البغض لما أخرجتي عطر أهداه لكي هذا الأحمق بعد زواجنا، وقد أمرتك أن لاأراه في الغرفة أو أشم رائحته في جسدك..لكن كنت أبلها لما عاندتني واستحفظت بزجاجة العطر الملكي الباهض الثمن...هاهي رائحته تعطر كل الغرفة الآن...
تحركت سمية بقوة وسحبت يدها ووضعتها على بطنها وزادت بكاءا...نظر إليها عثمان ووضع يده فوق يدها..نعم ياحبيبتي فقد طار صوابي ،وانا أراكي بكل زينتك وهذه الفرحة التي تغمرك ...وزادني جنونا رائحة العطر اللعين..
أجل يجب أن أقطع دابر هذه الدعوة الماكرة...وويجب أن أفتح معك نقاشا عنيفا عن مخالفة أمري..لما إحتفظتي بزجاجة العطر؟ولما اصررتي على قبول الدعوة رغم معارضتي لهذا الذثب الماكر...ثم تذكرت أنه كان يريد الزواج بك يوما فقد عرفت الأمر من زوجته ...ولم تخبريني ...نعم حجبت عني هذا الأمر...
هنا نفضت سمية يدها عن يد زوجها عثمان وضمتها لصدرها بحرقة...والدمع يزداد إنسيابا بسواده و بأكثر حرارة ...وقف عثمان وأمسك يدها عنوة ..أجل اعترف أني كنت مجنونا معك، ناقشتك بعنف بغير عادتي واجهتك بصرامة شديدة...
وأنتي ترددين :إنك مجنون ..مجنون...غيرتك مجنونة...
نعم أنا مجنون...مجنون لأني أحببتك بكل جنون...كنت وردة لي ...ذلك اللئيم أراد نزعك من حديقتي...أرسل هدية العطر من نجس نيته الخبيثة ...أعرفه.
لما وضعت عطره؟ لما ابقيت على الزجاجة؟ صرخت في وجهك ،ولم اسمع إلا كلمة  مجنون...مجنون...وخرجتي مسرعة من الغرفة وزلقتي في السلم...
وهو يبكي ..كنت تتدحرجين ولم أستطع الإمساك بك...فقدت عقلي وأنا أجري كالمجنون خلفك ...دماء تتدفق منك...صرخت بقوة ..كدت سأفقد صوابي..لففتك في بطانية ...كانت كلها دماء ...نعم أنا احمق بجنون غيرتي أعمتني...احمق ...احمق...سمية لم أكن أقصد إيذاءك ...لما  خالفتي كلامي...وضعت عطره ليشمه ذلك المخذول ، لقد دمر حياتي، اي فعل هذا الذي اجرمته في حقك...
حركت سمية رجليها ببطء وصوت الأنين يخرج من ثغرها، كالعصفور المحتضر، آآآه ألم فضيع ، آآه بطني يتقطع بسكاكين ،آآآه رباه بطني يتقطع ألما
قفز عثمان إليها بلهفة وقال: انا هنا سمية... آلامكي تألمني حرقة، ومسح عنها العرق والدموع،وأخذ بناصيتها بكف يده ، وهمس في أذنها ستكونين بخير حبيبتي...وأخرج خاتم الزواج ليضعه في أصبعها ثانية...على فراش الفراق والهدم الأخير ... الذي ألبسها إياه على فراش اول ليلة بناء بينهما... لكنها سحبت يدها بقوة هذه المرة في صمت تام ،وضمت أصابعها وابعدتها عنه كادت تمزق الانابيب عنها...حط عثمان رأسه وسحب يده بضعف القائد المهزوم من الحرب ...
في هذا الأثناء دخلت أم سمية  وأختها الصغرى مسرعين نحوها ،وهي تقول : مابها ابنتي..بنيتي ؟ اما اختها فتوجهت لعثمان وهي تقول : لقد هاتفتك ولم ترد ؟ هنا أخرج  عثمان هاتفه ونظر اليه وهو يقول: اسف لقد راسلتني بأكثر من مكالمة، ثم بهت وهو يقول : من بعث لي هذه الرسالة، هنا جلس منهارا وهو يقرأ رسالة زوجته...
" حبيبي ستكون الحفلة في البيت لاتنسى ان تحضر باكرا...لن أذهب لدعوة صديقك وزوجته..سلام" ..غاب صوت عثمان كما تغيب الشمس وراء السحب
وهو يسمع أخت سمية تناجيها: أختي كم أحبك لقد أحتفظت بهديتك التي أرسلتها لي زجاجة العطر الملكي...
 
والله موفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عطر الليلة الأخيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الليلة هي اليلة الخامسة من العشر الآواخر من رمضان
» الأمنية الأخيرة لبن علي!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب جامعة ورقلة :: منتديات الأدب العربي و اللغات و الفنون :: منتدى قسم الادب العربي-
انتقل الى: